الصناعة الرابعة وعلاقتها بالتحول الرقمي

الثورة الصناعية اسم يتردد منذ القدم، وكل مرحلة من مراحله لديها تطورات مختلفة، حتى وصلنا إلى الثورة الصناعية الرابعة فى شكلها المختلف عن باقى الثورات الأخرى، فمنذ بداية القرن الثامن عشر وتشهد الحياة الصناعية مجموعة من التغيرات نتيجة لظهور الأجهزة التكنولوجية التى ساهمت بشكل كبير في تقدم الصناعة.

فنحن الآن بصدد التعرض على أكبر تغيير تكنولوجي فى مجال الصناعة لم تشهده البشرية من قبل ، وأن التغييرات التي سوف تحدث تساهم فى توفير الوقت والجهد الكبير الذي كان يبذله الشخص فى السابق.

ولكن قبل أن يتم توضيح التغييرات التي أحدثها التحول الرقمي في الحياة الصناعية لابد من التعرف على بعض التطورات الهامة التى سبقت هذا التقدم التكنولوجي الذي نحن بصدده.

كيف كانت الحياة قبل الثورة الصناعية؟:

الحياة قبل ظهور الصناعة كانت بدائية للغاية، حيث كان العالم أجمع يعتمد فقط على الاكتفاء الذاتي، وكانت الزراعة هي المصدر الرئيسي لتحقيق هذا الاكتفاء الذاتي فقط، فلذلك كانت الحياة منعدمة لدى البشرية .

لحين ظهرت الثورة الصناعية الأولى، وتعد البداية الحقيقة للثورة الصناعية الاولى بدأت من أنجلترا فهي مهد الثورة ، وخاصة أن أنجلترا في ذلك الوقت كانت تعانى من الفقر والاستبداد الأمر الذي جعل حياة البشرية بها تشهد صراعات وتقلبات أدت إلى التفكير فى كيفية إيجاد حلول بديلة تساعد تحقيق الاكتفاء الذاتى؟ ومن هذا المنطلق ظهرت الثورة الصناعية الأولى.

الثورة الصناعية الأولى التى تسببت فى تحول البشرية من الحياة الزراعية إلى الحياة الصناعية:

من كان يعلم أنه بفضل أختراع محرك البخار فى القرن الثامن عشر سوف تتحول البشرية من عالم البدائية إلى عالم التحضر والتقدم، فقد تم الأعتماد على استخدام هذه الآلة بدلا من الأيدي العاملة في إنتاج الطاقة الميكانيكية والوقود الحفري .

ففي ذلك الوقت كانت التقدم في صناعة الفحم والحديد آنذاك من التطورات الهائلة التي تشهدها بريطانيا فى ذلك الوقت.

كما أنه بعد ذلك تم الوصول إلى اكتشاف صناعة الغزل والنسيج، فالبتالي حققت بريطانيا فى ذلك الوقت توسع هائل وتحول الانتاج من إنتاج زراعي إلى إنتاج صناعي، وبدأ في وضع خطط للعمل.


الثورة الصناعية الثانية:

كان للحرب العالمية الأولى دوراً كبيراً فى احداث ثورة كبيرة فى عالم الصناعة وخاصة فى الستينات، وقد أحدثت تطوراً هائلاً فى كلا من بريطانيا – ألمانيا- اليابان – فرنسا فهذه مجموعة من الدول التى حققت طفرة هائلة فى ذلك الوقت.

كما أنه تم اكتشاف العديد من المجالات المختلفة فى الصناعة على غرار أكتشاف محركات الكهرباء واستخدامها فى تدوير المصانع، وأيضا تم اكتشاف تقنيات اتصال منها على سبيل الذكر التلغراف والراديو، الذين ساهما بشكل كبير فى تحقيق التواصل بسرعة كبيرة فى ذلك الوقت.

كما أنه تم العمل على تطوير مصانع الصلب من خلال الاستفادة من أفكار السير / هنري بسمير، الذي ساهم بشكل كبير فى زيادة الإنتاج ، والتقليل من العمالة.

وهذا الأمر يتم من خلال عملية الاكسدة للحديد و ازالة الكربون ومن ثم يبقيها منصهرة وبالتالى زادت عملية الإنتاج.

وقد قام سيمنز مارتن بالاستفادة من أفكار السير هنرى بل وإضافة لها بعض العمليات منها على سبيل المثال الاستفادة من قطع الخردة التى تخرج من الصناعة، وبالتالي بدء عملية التدوير للصناعة مرة أخرى. فالثورة الصناعية الثانية حققت العديد من التطورات الهائلة فى مجال الصناعة واستخدمت العديد من الأجهزة التكنولوجيا المختلفة التى ساعدتها على تحقيق هذا التقدم.

الثورة الصناعية الثالثة:

هي ثورة النصف الثاني من القرن العشرين، حيث حققت الثورة الصناعية الثالثة طفرة هائلة في مجال الصناعة من خلال ظهور الإنترنت وظهور آليات البرمجة وكذلك ظهور الكمبيوتر.

ففي الثورة الصناعية الثالثة تم اكتشاف العديد من الاجهزة التي ساعدت على تحقيق التقدم والتطور الهائل فى مجال الصناعة، كما أن هذا التقدم أدت إلى استخدام العديد من آليات البرمجة التى أدت إلى إحداث طفرة فى عالم الصناعة حيث حلت الآلة محل الإنسان ، وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث تراجع فى مستوى دخل الفرد.

فعلى الرغم من التطور التكنولوجي الذي حققته الثورة الصناعية الثالثة إلى أنها أحدثت بعض المشاكل من حيث العمالة التى كانت يحتاجها المصنع.

هذا بجانب ان أجهزة الكمبيوتر أصبحت تقدم خدمات ساهمت فى توفير قدر كبير من المعلومات التى كانت تحتاج إلى مجهود كبير من العمالة البشرية وبالتالى فأن التقدم التكنولوجي يقدم العديد من المميزات و كذلك التأثير على بعض الجوانب.

ولكن مميزات الطفرة الصناعية الثالثة أكثر من العيوب كما أنها ساهمت فى زيادة الانتاج وكذلك زيادة جودة المنتج من أهم المميزات التي حققتها الثورة الصناعية الثالثة.

هذا بجانب أن الثورة الصناعية الثالثة ساهمت في زيادة الانفتاح الثقافي بين السكان، كما أنها قدمت العديد من السلع التي لم يكن يتوقعها الفرد فى حياته.

هذا بجانب أن الثورة الصناعية الثالثة شهدت طفرة كبيرة فى مال الهجرة فقد هاجر الكثير من السكان إلى المدن من أجل مواكبة هذا التطور التكنولوجي الذي لم تعهده البشرية من قبل، ولهذا تطورت العلاقات بين الدول وأصبح الاستيراد وتصدير السلع بين الدول وبعضها من أهم العلاقات التي وطدت بينهما مما ساهم فى التقليل من الحروب والعيش فى سلام.

فالثورة الصناعية الثالثة هي ثورة بداية ظهور الاتصالات الرقمية وكذلك أجهزة الذكاء الاصطناعي.

الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي:

فى الفترة الأخيرة بدأ الحديث عن وجود طفرة كبيرة فى عالم الصناعة و الحديث عن ثورة صناعية رابعة، فالعالم كان مندهش من الطفرات التي حققتها الثورة الصناعية الثالثة ولكن من كان يعلم أنه مع هذا التطور الكبير الذي يشهده العالم سوف نتجه إلى ما هو أحدث، فالعالم كل يوم فى تقدم هائل.

فالثورة الصناعية الرابعة : هى ظهور أجهزة وتقنيات تكنولوجيا جديدة سوف تساعد على اكتشاف العالم ككل بل ستؤثر على الجانب الاقتصادي والاجتماعي من حيث الإيجاب،

في القرن الواحد والعشرين بعد قرن المفاجآت والتطورات حيث سيتم اكتشاف العديد من الأجهزة الذكية التى ستحل محل الأيدي العاملة وهو الأمر الذي يجعل الجميع يفكر فى مدى اهمية التقدم التكنولوجي وكذلك التفكير فى العمالة البشرية التى ستنخفض مع ظهور هذه الأجهزة.

فسوف تحل أجهزة الذكاء الصناعي مكان الأيدي العاملة وهو أمر ليس بالسهل على الدول فهي تريد أن تحصل على التطور مما يساهم فى زيادة عملية الإنتاج وفي نفس الوقت تخشى البطالة.

ولكن فى حقيقة الأمر التحول الرقمي الذي سوف تشهد الصناعة سوف يساعد الكثير من الأجيال القادمة من خلال التركيز أكثر على التعليم وبالتالى سوف تجد مجموعة من العلماء والمخترعين الذين يحققون لك طفرة هائلة فيما بعد.

فنحن نرى ما يحدث الآن من اختراع روبوتات تقوم بعمل الكثير من الأشياء بدلاً من الانسان، كما يتم أنه يتم التعديل على الجينات ، و الذكاء الصناعي قد يحل فى الفترة القادمة محل البشرية .

كما أنه سيتم أختراع تقنيات جديدة غير متوقعة وهذا ما يؤكدة الكثير من العلماء والخبراء فنحن بصدد التعرض لطفرة تكنولوجيا غير متوقعه. تساهم فى تغيير سلوكك وتغيير معنى الإنسانية .